معوقات البحث العلمي

معوقات البحث العلمي

يقال إن إسرائيل تنفق على البحث العلمي ما تنفقه الدول العربية مجتمعة. وربما يزيد انفاق إسرائيل على البحث العلمي, وهذا بالطبع هو سر تفوق إسرائيل على الدول العربية وإسرائيل تستعمل كل طاقاتها ضد الدول العربية. والدول العربية بالطبع لا تقاتل إسرائيل مجتمعة, وقد نصاب بالذهول عندما علمنا بهذا الأمر واهتمام إسرائيل بالبحث العلمي.

طالع ايضا مكتب ترجمة معتمد

وثمة أسئلة بين يدي هذا البحث لابد من الإجابة عليها تتمثل في

  1. ما هي حقيقة العلم؟

  2. ما هي حقيقة البحث العلمي؟

  3. ما هي الفوائد المرجوة من البحث العلمي؟

  4. مدى الحاجة للبحث العلمي ومدى مساهمته في نهضة البلدان؟

  5. هل في السودان بحث علمي وما هي فوائده ومدى الحاجة إليه؟

  6. ما هو موقف الجامعات السودانية من البحث العلمي؟

  7. ما هو موقف البحث العلمي في جامعة القرآن؟

  8. ما هي معوقات البحث العلمي في السودان؟ والجامعات السودانية؟

توصيات البحث

يحسن بنا أن نبدأ بتعريف العلم ثم بعد ذلك البحث العلمي.

تعريف العلم

للعلم تعاريف كثيرة: العلم سلسلة مترابطة من المفاهيم والقوانين والإطارات النظرية التي نشأت نتيجة التجريب أو المشاهدات المنظمة).

التعريف المتقدم يتضمن جانبين رئيسيين

  1. ويمثل مضمون المعرفة أو المعلومات التي تتراكم وتتكامل حول أحد مجالات الاهتمام.

  2. المنهج العلمي الذي يتمثل في الأساليب المنظمة التي يتبعها العلماء سعياً وراء اكتشاف المتغيرات في الطبيعة وذلك في الدراسات الاستكشافية والربط بينها (في الدراسات الوصفية) إلى محاولة تفسيرها في الدراسات التجريبية  .
تسأل صاحب كتاب (البحث العلمي) ما هو العلم؟ وأجاب من قاموس وبيستر الجديد (العلم هو المعرفة المنسقة التي تنشأ عن الملاحظة والدراسة والتجريب والتي تتم بغرض تحديد طبيعة أو أسس وأصول ما يتم دراسته.

والعلم هو فرع من فروع المعرفة

العلم فرع من فروع المعرفة أو الدراسة التي تهتم بتنسيق وترسيخ الحقائق والمبادئ والمناهج, بواسطة التجارب والفروض  .

البحث العلمي

تتعدد تعريفات البحث العلمي ولا يتفق الباحثون على تعريف محدد  ويمكن تعريف البحث العلمي بأنه مجموعة لجهود المنظمة التي يقوم بها الإنسان مستخدماً الأسلوب العلمي وقواعد الطريقة العلمية في سعيه لزيادة سيطرته على بيئته واكتشاف ظواهرها وتحديد العلاقات بين الظواهر .

وللبحث العلمي أنواع: 1/ نظري. 2/ تطبيقي.

أما النظري Pure Research هو ذلك النوع الذي يقوم به الباحث من أجل اشباع حاجته للمعرفة أو من أجل توضيح غموض يحيط بظاهرة ما, دون النظر إلى تطبيق نتائجه في المجال العلمي أو  الاستفادة منها في الوقت الحاضر, أو المستقبل القريب, وهو يعتمد بصورة رئيسية على الفكر والتحليل المنطقي والمادة الجاهزة والموجودة عادة في المكتبات, والدافع لهذا النوع من البحوث هو السعي وراء الحقيقة, وتطوير المفاهيم النظرية ومحاولة الوصول إلى تعميمات بغض النظر عن نتائج البحث أو فوائده النفعية.

2/ البحث العلمي التطبيقي:

هو ذلك النوع الذي يقوم به الباحث بهدف إيجاد حل لمشكلة قائمة, أو التوصل إلى علاج لموقف معين, فهو في العادة يبدأ بمشكلة عملية في نطاق الأوضاع القائمة التي تجابه الباحث ويحصر اهتمامه في البحث عن علاج لتلك المشكلة. ويعتمد هذا النوع من البحث على التجارب المخبرية والدراسات الميدانية للتأكد من إمكانية تطبيق النتائج في دنيا الواقع  .ولكن لا توجد بحوث نظرية خالصة وبحوث تطبيقية خالصة كما في الدراسة النظرية ولكن البحوث تتداخل وكل بحث يمكن أن يخدم الآخر.

أهمية البحث العلمي

لا شك أن البحث العلمي له أهمية وما من بلد تقدم وإلا كان للبحث العلمي القدح المعلى في تقدمه ورقيه.ومراكز البحث العلمي وراء كل التطور العلمي لا سيما التجريبي السائد الآن, والتقدم العلمي التجريبي كانت دول العالم الإسلامي هي الرائدة فيه, وهي التي علمت العالم الغربي هذا المنهج.الذي كان سبباً لتقدمه, ولكن للأسف تأخر البحث والبحث العلمي في العالم الإسلامي, مما جعل بعض العلماء يهاجرون إلى دول الغرب الرأسمالي, حيث ترحب بهم وتهيئ لهم ظروف البحث العلمي ولنا أمثلة عديدة. وما هجرة العقول من العالم الإسلامي إلى العالم الغربي الرأسمالي إلا دليل على ما نقول. واذكر عندما كنت صغيراً قرأت في الصحف أن سودانيا صنع طيارة وتم حبسه في السجن, وهو من شر البلايا التي تضحك.

ونلخص أهمية البحث العلمي في الآتي

  1. الرغبة في حب الاستطلاع والتعرف على الجديد واكتشاف المجهول.

  2. يعتبر طريقة علمية منظمة في مواجهة المشكلات اليومية والعامة.

  3. يزودنا بالوسائل العلمية الضرورية لتحسين أساليب حياتنا وتحسين عملنا وتطوير أنفسنا.

  4. رفع كفاءة الفرد وبالتالي تقليل العمال المطلوبين لإنجاز عمل معين.

  5. تحقيق طموحات المجتمع المادية والتعليمية والثقافية.

  6. يجلب الكثير من المنافع التي تعود بالخير على البشر كافة, وذلك لأن العلم والتكنولوجيا اللذان يرتبطان بالبحث العلمي, يمثلان ملكية عامة لكل الشعوب والأفراد وتقع على عاتق الباحثين مسؤوليات خاصة في تحقيق المنفعة العالمية من خلال العمل على زيادة المعرفة.

  7. تجمع الناس معاً من مختلف المناطق والأمم والثقافات في تفاهم واحترام متبادل عن طريق البحوث التعاونية, حيث أن المعرفة العلمية هي رصيد من الخبرة والفكر المشترك بحيث تغدو مستقلة عن الزمان والمكان والمشاهدين والعلم يصبح ملكية عامة عن طريق النشر.

  8. يساعد على قبول أو رفض التغيير وآثاره البعيدة في المجتمعات.

  9. الرغبة في مواجهة التحدي لحل المسائل العلمية.

  10. تستخدم البحوث عن الشك في نتائج بحوث ودراسات سابقة وكذلك عند الرغبة في اكتشاف مدى جدية هذه الدراسات والأبحاث.

  11. تساعد نتائج البحوث على إتقان العمل وزيادة كفاءته وبالتالي زيادة الإنتاج من السلع والخدمات.

  12. الرغبة في الحصول على درجة علمية (ماجستير أو دكتوراه)

  13. مساعدة الباحث على تنمية قدراته  .
وتزداد أهمية البحث العلمي في هذه الأيام من عصرنا الذي استم بأهمية العلم والمعلومات والعمل. وأصبحى البحث العلمي هو الذي يقود التنمية والتنمية الشاملة, وشهد القرن الحالي مزيداً من أهمية البحث العلمي. والأمم التي لم تهتم بالبحث العلمي أصبحت في مؤخرة الركب الحضاري. إن البحث العلمي يعتبر النواة الأصلية للتطور وخلق التقنيات الحديثة والتي تساعد على خلق منافع الإنسان, وتساهم في تحريك الموارد المتاحة بكفاءة عالية. إن التخلف في التقنية في كل الدول هو نتيجة غياب البحث العلمي والتدريب وزيادة المعرفة 

الباحث العلمي

ليس كل متعلم أو خريج جامعة أو حائز على مؤهل عالي بالضرورة هو باحث ومتحمل لعبء البحث العلمي. وإنما هناك صفات اذكر أهم هذه الصفات التي تتمثل في:
  1. الاستعداد الفطري.

  2. الرغبة الحقيقية في البحث.

  3. الصبر والتأني.

  4. الأمانة العلمية.

  5. التواضع والبعد عن الغرور وهي من شيمة العلماء والباحثين.

  6. الموضوعية والحياد وعدم التأثر بالعواطف.

  7. التجرد من الأفكار والآراء المسبقة  .
إذا تحققت هذه التي تعد من أهم صفات الباحث أمكن الباحث أن يصل بالبحث العلمي إلى ما هو مرجو وأن يصل إلى نتائج تسهم في رقي مجتمعه سواء كان البحث نظرياً أو تطبيقياً.

معوقات البحث العلمي في العالم العربي, جمهورية مصر العربية مثال

هناك معوقات عديدة تقف في وجهة البحث العلمي في العالم العربي, على الرغم من أن العالم العربي يزخر بإمكانيات عديدة لو وجهت التوجيه الصحيح لكان للبحث العلمي شأناً عظيماً ولأسهم في تقدم دول العالم العربي. ولو أخذ نموذجاً لتخلف البحث على جمهورية مصر التي هي أحسن حالاً من غيرها لوجدنا معوقات شتى نذكر منها ما يلي:
  1. ضعف الطاقة البحثية.

  2. ضعف الموارد المخصصة للبحث العلمي.

  3. ضعف التدريب والتنمية البشرية.

  4. ضعف المتابعة والملاحظة للتطورات التكنولوجية الحادثة في العالم الخارجي.

  5. ضعف المؤسسات التعليمية في جميع مراحلها.

  6. عدم وجود أو تحديث للبيانات والمعلومات اللازمة في كل مجال.

  7. عدم تحديد وتبيين الإمكانات المتاحة داخل المؤسسات المختلفة من خلال قواعد بيانات صحيحة وحقيقة  .
بالطبع هذا واقع مرير إذا كانت مصر تمثل الدولة المستنيرة في دول العالم العربي وهذه المعوقات لا شك تنسحب على السودان ويمكن أن تكون هناك معوقات للبحث العلمي خاصة بالسودان دون جمهورية مصر التي أخذتها مثال لما لها من معوقات في البحث ولا يمكن أن يكون السودان أحسن حالاً من جمهورية مصر.
تعد الجامعات معاقل البحث العلمي ورائدة النهضة العلمية في كل بلد ويعتمد عليها في البحث العلمي النظري والتطبيقي فهل الجامعات السودانية تقوم بالبحث العلمي كما هو مطلوب وهل تقدم الجامعات السودانية بحوثاً علمية تساهم في تقدم السودان وتحل مشاكله.

بالطبع الجماعات السودانية تقدم بعض البحوث خاصة في مجال الثورة الحيوانية والثروة الزراعية. ولأن فترة البحث قصيرة لم أتمكن من الاتصال بالجامعات ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي لأعرف ما هي المعوقات ولكن أرى معوقات البحث العلمي تتمثل في ما يلي:
  1. ضعف التمويل.

  2. ضعف الكادر المدرب على البحث العلمي.

  3. أساتذة الجامعات المؤهلين للبحث العلمي في شغل دائم بالمحاضرات والتدريس.

  4. في رأي القائمين على أمر الدولة لا يقدرون قيمة البحث العلمي.
أما في جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية التي يشكو المسئولون مر الشكوى من ضعف البحث العلمي, فهناك معوقات كثيرة تقف أمام البحث العلمي في جامعة القرآن الكريم. أذكر منها على سبيل المثال:
  1. ليس هناك مدة تفرغ للبحث العلمي كما هو معروف في الجامعات يعطي الأستاذ فترة كافية حتى يستطيع أن ينجز البحث العلمي.

  2. الذي يبحث لا يجد تحفيزاً يشجعه للمزيد من البحث وحتى يتأسى به أقرانه.

  3. الكادر البحثي مشغول بالمحاضرات والتدريس.

  4. الأستاذ الجامعي لاهث وراء لقمة العيش.

  5. الأستاذ الجامعي لاهث وراء المواصلات وطاقته مبعثرة.

  6. بعض الباحثين لا توفر لهم كتب البحث النادرة.

للخروج من المعوقات نوصي بما يلي على مستوى جامعة القرآن

  1. ترصد جائزة سنوية لأحسن كتاب وتحدد العلوم التي يمكن أن يجري فيها البحث.

  2. تكون هناك إجازة تفرغ للكتابة ما أمكن.

  3. في المستقبل تلحق قاعة بالمكتبة خاصة بالباحثين.

  4. يمكن الأستاذ من السفر إلى الدول التي يمكن أن يجد الباحث فيها المراجع ذات العلاقة ببحثه.

  5. الأستاذ المشارك والأستاذ بعد سن المعاش هؤلاء يبقوا بالجامعة متفرغين للبحث العلمي وتوجيه الطلاب في مجال البحوث العلمية.

  6. يكلف كل أستاذ بأن يقدم بحثاً سنوياً.

  7. الأساتذة الذين لهم روح البحث العلمي لا يعهد لهم بأعمال إدارية.

  8. الأساتذة الذين لهم روح البحث يقلل نصابهم ويحسب لهم ساعات البحث.

إرسال تعليق

0 تعليقات